ورد في الكتاب والسنة شواهد تدل على معنى الأداء التمثيلي لحدث ما، ومن ذلك (2):
أ- ما جاء في قصة داود عليه السلام مع الملائكة. قال تعالى: {۞ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ . إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ . قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩} (ص: 21-24).
ب- ما جاء في قصة الأبرص والأقرع والأعمى (3) المعروفة ومرادها مشابه لمراد المعنى السابق من الإرشاد والتعليم، وكذلك ما ثبت عن النبي أنه حكى نبياً من الأنبياء دماه قومه فجعل يمسح الدم عن وجهه(1).
---------------------------------------
(2) انظر: قضايا دعوية معاصرة، د. علي بن حمزة العمري (174).
(3) أخرجه البخاري (364/6) في الأنبياء ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم، (2964) في الزهد والرقائق، وابن حبان (314) وهو حديث طويل من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(1) أخرجه البخاري (249/12) في استتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي يللة ولم يصح، ومسلم (1792) في الجهاد، باب غزوة أحد، وابن ماجه (4025) في الفتن، باب الصبر على البلاء ، وأحمد (4107، 4203)، وابن حبان (6576) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: <كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول : اللهم اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون>.
---------------------------------------
ص54-55 من كتاب الفن المعاصر صوره وآثاره وأحكامه، على العمري. الطبعة الأولى، 2010. دار الأمة