هو تسميتها [المسلسلات] بإسلامية قد أتحفظ عليها لسبب أن هنا لا يلزم أن يكون العالم أو الفقيه أو المجلس أو المجمع مسئولاً عن مثل هذه الأعمال، أو يعطي بصمة تأييد لها أو ما أشبه ذلك، المهم أن يكون هناك تشجيع.
وبالمناسبة أنا التقيت بعدد كبير من العلماء المرموقين في مصر وفي الخليج وفي المغرب وفي عدد من البلاد فتحدثت معهم فوجدت أن حتى أولئك العلماء الذين لا يوافقون على مثل هذه الأعمال وعلى تمثيل الصحابة رضي الله عنهم هم في داخل أنفسهم بودهم أن تظهر مثل هذه الأعمال دون أن يتحمّلوا هم مسئوليتها، من باب التقوى، من باب إبراء الذمة. خوف من سوء توظيف مثلاً كلام يقوله، وقد يكون له عذر في ذلك.
لكن لماذا أنا أقحم الرؤية أو الفتوى مثلاً في مثل هذه الأشياء بحيث ربما تضيق الفتوى عنها، أو أن الفتوى تتحمل مسئوليات لا تريد أن تتحملها، أو ربما تكون عائقاً؟ بينما الأعمال الحياة أوسع من عقلي المحدود الذي ربما لا يكون عنده إحاطة بمثل هذه الأشياء.
عقل الإنسان يظل محدوداً، إلا اللهم المجامع الفقهية لا شك أنها أفضل، أنا لا أتحدث هنا عن بلد بعينه، وإنما بشكل عام أظن أن مثل هذه الأعمال المهم أن تكون أعمالاً قيمية، ويتحمل الناس مسئوليتها، وهنا ينبغي أن تكون الرقابة ليست فقط لشخص أو للأزهر مثلاً أو المفتي، وإنما تكون الرقابة للمواطن.. وللمجتمع، بحيث أن يرفض الأشياء الغير الهادفة ويتقبل الأشياء الهادفة، وكذلك رجال الأعمال، لما يجدون أن هناك إقبالاً على هذه الأعمال، وأنها أعمال مفيدة قيمياً وأخلاقياً ومفيدة أيضاً مادياً بالنسبة لهم، مربحة أو على الأقل أنه يمكن ألا يخسر فيها شيئاً، هذا جزء من الحراك الإيجابي.
حلقة "الدراما" من برنامج "مبلاد"، رابط من موقع موسوعة سلمان العودة: